“إستونيا” قصة نجاح في التحول الصحي الإلكتروني
عندما يتحدث الناس عن التعليم وقصص النجاح به لابد أن يذكروا فنلندا كرمز للتعليم المتميز، وفي الصحة الإلكترونية لابد أن تذكر إستونيا كرمز من رموز النجاح في التحول الصحي الإلكتروني ، إستونيا دولة أوروبية صغيرة مجاورة لفنلندا ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون ونصف وتشتهر بتميز قطاع التقنية بها لدرجة أن تطبيق Skype الشهير هو أحد منتجاتها.
ملامح نجاح
دعونا في البداية نتعرف على بعض ملامح نجاح تحول الصحة الإلكترونية في إستونيا:
الهدف | النسبة / العدد |
وصول الإنترنت للمراكز و المستشفيات | ١٠٠٪ |
الوصفات على مستوى الدولة تصرف إلكترونياً | ٩٧٪ |
من ملخص خطابات خروج المرضى على مستوى الدولة إلكترونياً | ٩٠٪ |
من المواطنين لديهم ملف صحي إلكتروني على مستوى الدولة | ٩٠٪ |
زيارة لبوابة المرضى الإلكترونية | ١٤٠ ألف / شهرياً |
قصة نجاح
إستونيا كدولة مستقلة ولدت في بدايات تسعينيات القرن الماضي، ولكنها أطلقت مشروع السجل الطبي الوطني عام 2008، و للتعرف أكثر على تاريخ مشروع التحول الكامل للصحة الإلكترونية نورد بشكل ملخص الأحداث المهمة في هذا التحول:
السنة | الأحداث المهمة |
1992 |
التزامات سياسية لتطوير المجتمع الرقمي في مختلف القطاعات الحكومية |
1998 |
الموافقة على المبادئ الرئيسية لتحويل المجتمع إلى مجتمع رقمي |
2000 |
إقرار قانون يجبر مزودي الخدمات الصحية بتوفير اتصال بالأنترنت |
2001 |
نقاشات عن وجوب البدء بتطوير نظام صحي إلكتروني |
2002 |
طرح المعرف الرقمي للمرضى |
2005 |
تأسيس منظمة الصحة الإلكترونية الإستونية |
2006 |
تطوير واستبدال بعض القوانين الخاصة بالمعلوماتية |
2007 |
إطلاق نظام الصور الرقمية PACS |
2008 |
إطلاق نظام ملخص حالات المرضى مع إقرار قانون يوجب مزودي الخدمات الصحية بإرسال المعلومات للنظام |
2009 |
إطلاق بوابة المرضى في النظام |
2010 |
إطلاق خدمة الوصفات الإلكترونية |
أسباب النجاح
- مجتمع رقمي
تعد إستونيا أحد الدول القليلة في العالم التي توفر خدمات حكومية إلكترونية عالية وفي كل المجالات: الصحة والتعليم والقضاء وغيرها. ويعرف المجتمع الإستوني بأنه المجتمع الرقمي الأكثر تطوراً في العالم. وتعد إستونيا من الدول القلائل التي أقرت الإقامة الافتراضية e-Residency التي تتيح الفرصة للأجانب المهتمين بالاستفادة من الخدمات الرقمية المتوافرة في إستونيا.
- تشريعات منظمة
سعت الحكومة الاستونية منذ بداية المشروع الوطني لأنظمة المعلومات الصحية (e Estonian National Health Information System (ENHIS على إيجاد مجموعة من القوانين التي تحكم مثل هذا التحول، فمثلاً : تم إقرار قانون أنظمة المعلومات الصحية عام 2008 | The Health Information System Act وغير ذلك من القوانين والارشادات الواضحة المتعلقة بهذا التحول. وتحدد التشريعات صلاحية الدخول للأطباء وغيرهم، كما تسمح للمريض بتحديد من يرغب باطلاعه على سجله الطبي. كما أنه يجب بالقانون على كل مزودي الخدمات الصحية بتزويد النظام بمعلومات المرضى.
- قيادة موحدة
تقود عملية التحول الإلكتروني الصحي في إستونيا منظمة واحدة هي المنظمة الإستونية للصحة الإلكترونية the Estonian e-Health Foundation. وهي المنظمة المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ والمتابعة للمشاريع المتعلقة بالصحة الإلكترونية في الدولة. وهذه المنظمة تم تشكيلها من عدة جهات مثل وزارة الشؤون الاجتماعية وعدة مستشفيات ومنظمات أخرى غير حكومية مثل منظمات الأطباء.
- منظمات متعاونة
بالرغم من وجود قيادة واحدة لعملية التحول الصحي الإلكتروني في إستونيا، إلا أن هناك العديد من الجهات التي تعاملت وتعاونت لإنجاح هذا المشروع مثل الجامعات والمستشفيات وغيرها.
- قطاع خاص فعال
لعب القطاع الخاص دوراً مهماً في بناء الأنظمة التقنية حسب اشتراطات المنظمة الإستونية للصحة الإلكترونية، وقد حددت المنظمة شركات معينة للقيام بهذا الدور بناء على شروط معينة.
- بنية تحتية متميزة
تتميز إستونيا بوجود بنية تحتية تقنية متميزة، فمثلاً هناك منصة آمنة لتبادل المعلومات اسمها X‐road ، كما أن المرضى لديهم معرفات خاصة بهم على مستوى الدولة patient ID. كذلك يحظى توفر الاتصال بالإنترنت بأهمية كبيرة جدا لدى الدولة لدرجة أنها تعتبره أحد حقوق الإنسان الواجب حمايتها.
- خطط طويلة الأمد ومتكاملة
بدأت إستونيا توجهها لتصبح دولة رقمية عام 1992 م، وبدأت خطتها للصحة الإلكترونية عام 2000 م و أقرتها لمدة 5 سنوات من عام 2003- 2005 وطبقتها بين عامي 2006 و2008 حيث أعلنت عن إطلاق النظام رسمياً. وطوال هذه السنوات كانت المنظمة الإستونية للصحة الإلكترونية تتابع هذه المشاريع وتراقبها.
- ابتكار مستمر
بالرغم من المستوى المتميز للصحة الإلكترونية في الدولة لا زالت هناك الكثير من الأنشطة والأفكار البحثية لتطوير الخدمات الصحية المقدمة، فمثلاً تعتزم حكومة استونيا استخدام تقنية “بلوك تشين” Blockchain لحماية السجلات الصحية الإلكترونية للمواطنين. كما أن هناك مشروع وطني يتعلق بالطب الشخصي personalised medicine.
ليست أمريكا وبريطانيا هم القادة فقط، أستونيا على الرغم من حجمها على الخارطة ، إلا أنها سبقت الجميع ونظامها يعتبر نظام متكامل الى حد ما.